حوار مع سواق تاكسى

مش عارف انى من حقى ان انقل من كتاب موجود معايا و لا.. بس فى ساعات الواحد لازم ينقل صورة من صور الكتاب لاى حد مهتم و عشان كدة انا انقل قصة من تاكسى –حواديت المشاوير – للكاتب خالد الخميسى و انا لا اعرف قانون الملكية الفكرية و لكن اعرف قانون مشاركة الافكار و يا رب ميكونيش فيها سجن عشان اقتبست قصه من قصصه.. هو الموضوع ان الكاتب بيركب تاكسى و بالتالى بتكلم مع كل سائق و ده حوار كان دار مع احد السائقين . و هى رقم 3 فى الكتاب

"من ضمن النتائج الاجتماعية المباشرة لحركة "كفاية " على الشارع المصرى انها رفعت البنديرة فى ايام المظاهرات.
بالطبع اقصد بكلمة البنديرة الاجرة , فالبنديرة موجودة كأداة تجميلية فقط تزين السيارة و تمزق بنطلونات الزبائن الذين يجلسون بجانب السائق .
فى ذلك اليوم كنت فى شارع نادى الصيد بالدقى ذاهبا الى وسط البلد واقفا ابحث عن تاكسى .. و كلما شاورت الى احدهم وهتفت صائحا وسط البلد. يشيح السائق بيده و يـكمل سيره .. و هذا امر غريب ..ارجعنى إلى أيام الثمانينيات الكريهة عندما كان العثور على كنز على بابا اسهل بكثير من ركوب تاكسى... و يكفى الرجوع لكاريكاتير تلك الايام لتدرك معاناه زبائن التاكسى و من امثالى مع الفوطة الصفراء حول العداد .. ايام الله لا يرجعها . الاّن تقف اقل من دقيقة لتركب سيارة تاكسى جميلة تختارها انت من ضمن عشرات السيارات . إلا فى هذا اليوم .. حتى تفضل سائق تاكسى و توقف و طلب منى 7 جنيهات , صرخت أنا: "ليه؟!"
رد علي قائلا : فى مظاهرات و الدنيا فوق بعضها و حاوصلك فى ساعة ..اقولك 7جنيه مش هيقضوا ح اخد عشرة جنيه .
لااطيل عليكم قبلت أن ادفع عشرة جنيهات فى المشوارالذى ادفع فيه عادة ثلاثة جنيهات. و بالفعل كان السير مستحيلا ..فقد تلاصقت و تكدست السيارات فى الشارع ,لاتتحرك قيد أنملة,و كأننا فى جراج عملاق تحول الى سجن و نحن محبوسين داخله ..
أنا: ايه الحكاية؟
السائق: مظاهرات.. مش عارف ليه ؟ فيه يجى متين واحد ماسكين لافتات و حواليهم بيحى الفين عسكرى و متين ضابط و عربيات أمن مركزى قافلة الدنيا.
أنا: كل الزحمة ده على متين واحد؟؟
السائق: الزحمة مش فى المظاهرة ..و هى دى مظاهرة أصلا, إحنا كنا زمان بننزل الشارع بخمسين ألف ..بميت ألف .. إنما دلوقتى مفيش حاجة لها معنى .. كام واحد نازلين من بيتهم عشان حاجة ماحدش عارفها , الحكومة مرعوبة ,ركبها بتخبط فى بعضها ..حكومة و الله نفخة و تقع .. حكومة من غير ركب..(يضحك عاليا)
أنا: ايه الحكومة محتاجة كوارع؟؟
السائق: ولا ينفع معاها حاجة .. نفخة كدابه ,و لكن المشكلة فينا احنا.
أنا: ازاى ؟
السائق:18 و 19 يناير
تعجبت كثيرا من هذا الرد.. كانت اول مرة اسمعه , توقعت اجابات كثيرة تقليديه عن بداية النهاية ,و لكن 18 و 19 يناير؟! جديدة . و تساءلت هل يعرف يا ترى أن تلك المظاهرات التى اطلق عليها السادات "انتفاضة الحرامية " وقعت عام 1977؟
لا اعرف على وجه اليقين لماذا تساءلت هذا السؤال الغبى.
أنا :و دى كانت سنه كام؟
السائق: فى السبعينات .. يعنى حوالى سنه 79
أنا: وليه دى كانت بدايه النهاية ؟
السائق : دى اخر مظاهرات بجد فى الشارع .. عملنا فى الستينات مظاهرات كتير و فى السبعينات قبل الحرب كان فى مظاهرات ياما ..و بعدين السادات الله يجحمه مطرح ماراح ..طلع قرارت غلا لنا الدنيا ..الدنيا اتقلبت .. الناس كانت فاهمه سياسة , نزلت الشارع و خلت السادات يرجع فى كلامه .. سمعنا ساعتها انه خاف و هرب على اسوان , وقال لك لو قلبت جد حهرب على السودان .. جبان .. يوميها و الله أى حد كان ممكن يمسك السلطة , بس ماكنش فيه حد, شوية غلابة عايزين الاسعار ترخص .
أيام عبدالناصر عملنا مظاهرات كسرت الدنيا وفجأه لقيناه وسطينا فى ميدان التحرير و لا طلع اسوان و لا حتى بيتهم الكلام ده بعد النكسة مش فاكر امتى بالظبط ..
أنا: انا برضه مافهمتش ليه 18و19 يناير كانت بدايه النهاية؟
السائق: الحكومة عرفت بعدها إنها لازم تتصرف وإن المظاهرات دى اصبحت خطر عليها بجد ..18 و19 يناير ماكانتش اى حاجة .. دى كانت بداية ثورة لكن تقول ايه ..ماكملتش و من ساعتها الحكومة زرعت فينا الرعب من الجوع ,خلت كل زوجة تمسك فى ايد جوزها و تقوله إوعى تنزل .. العيال حتموت .. زرعوا الجوع فى بطون كل مصرى , رعب خلا كل واحد يقول ياللا نفسى ,أو يقول و انا مالى هى جت علىّ ,18 و 19 يناير كانت بدايه النهاية .
هل كانت 17 و 18 يناير فعلا بدايه النهاية ؟ و ما هى تلك النهايه التى يتحدث عنها هذا السائق بكل تلك البساطة و كل هذا اليقين ؟؟؟؟"
ده كان الحوار اللى كان دار بين الكاتب و السائق و مش عارف هو احنا هنعيش فى اللون الرمادى اللى احنا فيه ده لامتى ؟
اصل لو الدنيا سودا قدام الناس هتقوم و هتثور و ده قانون الطبيعة و القانون العام اللى هو لكل فعل رد فعل " يعنى هتضربنى هاضربك " طيب لما تفضل تظلمنى هافضل اتظلم لحد ما تبقى الدنيا سودا قدامى و ساعتها هاقوم ...
هو احنا لسه لم نصل اللى اللون الاسود –ومفيش حد يكلمنى عن اللون الابيض لو سمحتم –لانى الرمادى اللى احنا فيه اقرب للاسود منه الابيض بطريقة غبية
هل فعلا انتفاضة الغلاء ايام السادات ده كانت اخر محاولة لينا اننا نقوم و نقف على رجلينا و لا ايه؟
انا شايف ان فى عصر مبارك حصل غلاء اكبر بكتير من ايام السادات و مع ذلك مفيش حراك ...
احنا اكبر تجمعنا كانت فى نهائى افريقيا 2006 و 2008 و 2010 و طبعا ماتش مصر و الجزاير باعتبار اننا ردينا كرمتنا!!
الناس اللى كانت نازلة كانت بمئات الالاف فعلا ..طيب احنا ردينا بالوضع ده خلاص ؟
في مقلب القمامة ،
رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،
تجمعت من حولها النسور والذباب ،
وفوقها علامة ،
تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة

2 comments:

fwitema 7 March 2010 at 12:04  

انا طبعا قريت تاكسي قبل كده

بس ايلي واضح انك هتركب تاكسي من نوع خاص يا دياب
و هنحضر العيش و الحلاوه من دلوقتي
شكللك مستعجل اوي :D:D:D:D

استمر استمر :D:P

Diab 12 March 2010 at 07:59  

و الله يا فاطمة انا لما اركب التاكسى ده فده هيكون مقدر ليا و فى غيرى ركب التاكسى ده و مرجعيش تانى
فعادى
اما العيش و الحلاوة فبقت رفاهية :D

Post a Comment

About this blog

بلوج عادى باخبار عادية

Followers

About Me

My photo
واحد بيحاول يجد الطريق الامثل للحياه وطبعا الطريق ده لازم يكون فى سعادة و يكون قصير و يكون مفيش فى معاصى لانه فى النهاية هيوصلنى يا إما جنة او نار !!